وأنا اتابع لافتات التأييد والمبايعة التى انتشرت في كل أنحاء القاهرة بل وفى كل أنحاء مصر والتى تشى اعدادها ونسبها بأن نتيجة الإنتخابات المقبلة ستكون 99،9% من الاصوات الصحيحة لصالح المرشح الطبيعى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي والنسبة المتبقية للأصوات الباطلة والمرشح المفاجأة أو مرشح الوقت الضائع المهندس موسى مصطفى موسى....وأنا اتابع الكم الهائل من اللافتات التى تحمل أسمى عبارات التأييد والمبايعة وتظهر مدى الحب سألت نفسى متى ظهرت اللافتات فى الحياة السياسية المصرية؟!
أظن أن الإجابة على هذا السؤال ممكن ان تكون موضوعا لرسالة ماجستير أو رسالة دكتوراة بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية وأظن أن الأمر سيحتاج اللجوء إلى تحليل مضمون للصحف وتحليل للأعمال الأدبية كما سيحتاج الأمر اجراء مسح لأفلام السينما المصرية،وأظن أن أى باحث فى تاريخ اللافتات سيتوقف كثيرا أمام أدب نجيب محفوظ الأديب المصور الذى رسم لوحات دقيقة للحياة فى مصر بكل جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية إلى الحد الذي جعل البعض يعتبر نجيب محفوظ أديب المؤرخين ومؤرخ الأدباء.
السؤال عن تاريخ اللافتات فى الحياة السياسية المصرية أشعل أضواء ومحركات ذاكرتى وجعلنى أعود (فلاش باك) لثلاثية نجيب محفوظ التى التقطتها السينما المصرية وجسدها ببراعة مخرج الروائع حسن الامام....سألت نفسي هل شاهدت لافتة واحدة على محل سى السيد أحمد عبدالجواد (يحيى شاهين) سواء كانت لافتة تأييد للسلطان أو ملك البلاد أو لافتة لتحية زعيم ثورة 1919 سعد باشا زغلول أو حتى لافتة لمجاملة أحد أصدقائه التجار شركائه فى دنيا الانس والليالي الملاح .... غير اننى لم استدل على لافتة واحدة رفعها السيد احمد عبدالجواد بأسمه لتأييد او مبايعة احد وللحق فأن اللافتات الوحيدة كانت فى المظاهرات ضد الإنجليز إلى جانب المنشورات التى تندد بالاحتلال.
الدراسة قد تمتد للقرى المصرية وهل عرفت اللافتات وعلى سبيل المثال هل كانت قرية مسجد وصيف( إحدى قرى مركز زفتى محافظة الغربية) ترحب بابنها سعد باشا زغلول باللافتات وهل سجلت معارضتها لنفية خارج مصر بلافتات وهل شاركتها القرى المجاورة ومنها قرية سندبسط فى رفع اللافتات....
تخيلت أن السيد أحمد عبدالجواد كان حيا بيننا اليوم وشاهد كم لافتات التأييد والمتابعة التى رفعها أصحاب المحلات المجاورة له....تخيلته وهو يصدر تعليماتة للخطاط اكتب يا ابنى انتخابات حسمها الهوى يعنى الحب هذا إذا كان اللافتة لتأييد المرشح الرئيس عبدالفتاح السيسي أما إذا كانت للمرشح المهندس موسى مصطفى موسى فسيقول سى السيد للخطاط اكتب عندك إنتخابات اتلفها الهوى أى الحب.